Monday, April 16, 2018

دوامات القاهرة

شرعت في الكتابة عنك
كلما صممت على كتابتك أعنف
كلما هربت في أخيلة صعبة المنال
كلما حاولت استرجاعك، تخونني الذاكرة
تستعصي عليّ و تنذوي و تلتوي داخل دوامات مونوكروم متتالية، 
لا تعرف نهاية
ترفض اعطائي ما أريده منك دون الخوض في تفاصيل
أرفض انسياقي وراء ظنون ما تُريد
أقسم على العند، و عدم المبالاة و عدم الاستجابة
أقسم ألا اعطيك
تحاول تسميم هوائي، محاولة اخيرة لكبح ألواني
و الشعاع
فاقع أوي
لازم تجري
لازم تنذوي

دخلت دوامة من تحطيم الذات حتى نسيت؟ قاطعت؟ تناسيت؟ الأكل
يومين من جلد الذات المفرط
استسلمت للضغط الواطي و الصداع و القرف من الطعام و اعتزال كل ما ليس بمألوف
عشت على السجائر و البيرة و اليابس و الأخضر، استسلمت للبكاء و الرثاء على الذات و الحزن القابض على الأعصاب
تركت نفسي للقاع، يجذبني  بكل ما اوتي من قوة
كلما أقترب، كلما تمزقت 
اكثر
،كلما استرحت
بعد القاع لا يوجد سوى الصعود

أأكل و انسى الأكل، أركض تحت أعضاء ناس حتى أستئصلك مني تماماً
تحضر باندفاع عند أخر نبضة
و أنا على مشارف الانتهاء

تختفي و تحضر بقوة، تختفي ثم تفترش جسدي مباغتاً دون.... دون علمي
تختفي و أصر على استحضارك، تنساب  بين ثنايا مخي اللعبي القذر
تختفي و استحضرك حتى انجح
تختفي ثانيةَ
،تتلاشى من وعيي
تندفع رائحتك داخل أخر نقطة في دماغي فاجأة
أفشل في طردك بسلام

داخل دوامات الوهم، و أنا باجري وراك، اخبط في نفسي
ملقاه على سرير غريب، لسة بهدوم الشغل، مستسلمة، مهزومة، لاعنة

يبلغ من العمر أرذله و لم يتذوق قط عسل امرأة سال من أجله
يركب فقط و لا يعرف تضاريس الجلد
ينزل فقط و لا يعرف متى اتيت
لا يستخدم لسانه إلا لللف
و لا يستخدم عينيه و هو معي
استعصى علي و أنا عليه
و رفضته داخلي و أنا معه

أسكب عليك ويسكي، أمضي شهور في البحث عن الولاعة و لحظة واحدة في حرق الكباري أجمعين
يلعن أبو اليوم، و الساعة و الحيوانات التي نروّضناها بين أرجلنا
التي جعلتني أطفىء من نفسي حتى تلمع بجانبي

لفظتك حبر و ماء و مزاج و لم انظر ناحيتك مجدداً
تختفي و تتلاشى و تفاجئني عند احد الأصدقاء في القاهرة، لماذا انت هنا؟

و أنساك شهور و تصبح أنت الفكرة المسيطة على حياتي أسابيع بعدها و تتلاشى و القاك و تختفي حتى تنتهي و أبقى أنا
أنا



No comments:

Post a Comment