تمثل هزيمة 67 أشد و أقصى منحة مر بها الشعب المصرى فى
تاريخه الحديث. كتب عمنا نجم "خبطّنا" و لحنها له الشيخ إمام بعد
الهزيمة مباشرة و تسببت فى اعتقالهم هما الجوز فور سؤال عبد الناصر "هو عبد
الجبار ده أنا؟" و كان الرد "أيوة يا فندم" فعاد الرد تلقائياً
"هاتوهم".
استقبلت السماء فى حدود ال12 ألف شهيد نكسة.
اختفى كل أثر لفن مقاوم مصرى حقيقى و عنيف فى أواخر أيام
السادات و تستمر انتكاسة الفن المقاوم إلى يومنا هذا.
يمكن نجم و إمام عودونا على العنف الزائد فا كل محاولة
-بالمقارنة- بتتركنا غير متأثرين.
كتب صلاح جاهين استنكاراً لقذفق القوات الاسرائيلية
مدرسة بحر البقر - سنة 70- بقصد قتل الأطفال و تدمير نفسية أهلهم
الصور إللى تم التقاتها لمدرسة مدمرة احتوت على كراريس و
أقلام رسم و ألوان و كتب مدرسية و دم, دم كتير أوى و بكل درجات الأحمر.
الدنيا قامت و ماقعدتش علشان إزاى أعداءنا و إحنا فى وسط حرب الاستنزاف ضربوا على مدرسة ابتدائى. و كان من الأحداث الموجعة جداً إللى لسة المصريين بيفتكروها لحد النهاردة ممكن أرجع ده لإن الفن العامى أرّخها فا باتت قريبة من الناس.
العمل الفنى استُكمل بصوت شادية و ألحان سيد مكاوى.
استقبلت السماء من التلاميذ و التلميذات 30 شهيد.
فاست فورواد 40 سنة.
لن يستدرجنى المقال نحو عملية سرد مفصلة لكمية الأحدات القاسية التى لم يكن ل"عدو" أى تدخل فيها. تحول المصريون لأعداء أنفسهم. لن تأخذنى الجلالة لوصف انحدارنا الثقافى الغير مسبوق بأنه "مؤامرة" تحولنا لأعداء أنفسنا. تحول أخواننا فى غزة إلى أعداءنا. لم أكن أتصور أن يأتى اليوم و تلاقى فيه معاناة أخواننا فى غزة هذا الكم من اللامبالة و الاستهزاء بل و الدفاع عن حقوق المدنيين الأسرائليين. الله يحرقكم معاهم يا بعداة.
استخدم الفن, شأنه شأن الدين, لمحاربة شتى أنواع الإبداع. تحول لترامادول تسكب به السلطة على الشعب فى محاولة ناجحة جداً لاقناعهم أنهم بمنأة عن "ناس كانوا فى عبارة غرقت" أو "8 ألاف واحد بيموتوا سنوياً فى حوادث طرق" أو "ناس بتتشمس فى التحرير بتهدد استقرار البلد فايستهلوا يموتوا فى وسط العاصمة على مرأى و مسمع من العالم كله" أو "الفلسطينيين يستهلوا علشان باعوا أرضهم و إحنا مش عايزين الغاز بتاعنا يروح غزة"
الفن الشعبى من أدق المرايا إللى ممكن تعكسلك دماغ الشعب فين.
نتاج ال40 سنة إللى فاتوا من فن ,سواء مقاوم أو غيره, يعكس معاناة المصريين أو ألمهم = صفر.
عندما مات الكلام.....حرفياً
لم يرتقى الفن العامى إلى حتى
أضعف الإيمان فى نقل وقائع الأحداث للأجيال القادمة. فالشهداء ببساطة ناس ماتت فى المظاهرات و كدة. نتاج الفن الشعبى على أثر أحداث 25 يناير المجيدة الفشيخة إللى العالم شهد بمدى فشاختها كلها زى الخرا لا استثى شىء.
أصابتنى الدهشة عندما خلت كلمات الأغنية من بتنجان, دبان, أسمهان أو على بدرخان. استغربت فشخ الصراحة. و ده الإنتاج المستقل إللى معاه إمكانيات و علاقات و شركات إنتاج و كدة.
و فى نوع تانى من الفن المستقل إللى "إزدهر" بعد أحدات يناير و كلها محاولات تترتقى لتصبح "نحت" لأجزاء من التراث و تنحدر لتشكل تشويه للتراث ذاته.
أما المستقل إللى لا يملك الإمكانيات و فلوس الإنتاج و الحاجات ديه إنحصر فى أغانى و هتافات الألترس التى حفظها معظم الثوار عن ظهر قلب و غالباً ما تحتوع على عبارات نابية فشخ و محاولات لفرق زى اسكندريلا و الحاجات إللى بتنحتلهم إللى أصلاً هما بينحتوه. (العالم ملئ بهؤلاء لأسباب أعجز عن فهمها) و بالرغم من موهبة حازم الشاهين الجاحدة التى لا ينكرها إلا الكافر إلا أن إنتاجهم ينقصه شعر أقوى بكثير من إنتاج أحمد حداد المقتصر على 4 كلمات بيبدل أماكنهم فى جمل "القصيدة" و كان الله بالسر عليم.
خلاصته:
عندما مات الكلام و مات الإبداع مات كل ما كانوا يعلوه سوياً من قنوات لشكيل ضمير البلد و حل مكانه الزبالة إللى الشعب نازل رضاعة فيها بقاله عقود من الزمن.
و النتاج هو الزريبة إللى إحنا عايشين فيها.