أتوسل إليك و أغض النظر عن (أنا) لبعض الوقت
تكاد أنفاسى تنقطع
أُفضل التنفس عن الاختناق، أُفضل الحياة على انتظار البعث أو الممات
الفشل مرعب فى قربه
أعلنتها ثورة و خسرت فى أخر جولة
،عزيزى"
أكتب إليك هذا الخطاب بعد مرور وقت لا بأس به من تلاقى شفتانا فى أخر قبلة لنا على مفترق الطرق، تركناها و مضينا. منذ زمنٍ ليس ببعيد كنا نبحث عن الحياة معاً و تواعدنا على مواصلة البحث حتى يفرقنا الدفن و ها أنا و أنت مفترقين و كل بحث لنا مفترقين عبثى و غير مُجدى و غير حقيقى، لما فيه من خنث بالوعد الصارم بيننا
فراقنا عبث
و وجودنا معاً عبث
كان لك الاختيار ولم اسُتشر فى خضوعى له
أما الآن، و قد غضبت و ترنحت سكراً و خنقنى الأمل و قتلنى الرجاء فقد تخلصت منك و من سُمك إلى الأبد
أما عن أثارك على جلدى و كلماتى و دروبى فسوف احتفظ بهم لتذكرنى مهما حييت بمدى عهرك و صفاقتك
،المخلصة
" أنا
جهزت زخيرتى
لن يهزمنى العسكر هذه الجولة
أبحث عن أشيائى وسط فوضى غير مألوفة علىّ من أشيائك
(ّأفكر فى مدى عدم إعجابى بفكرة أن فوضاك غير مألوفة على)
أجمعها
تنفصم
أذهب
تصمد
ألعن الهواء الذى برئتيك
(أليس أولى أن يأخذوك أنت شهيد و يتركوا من يؤمنون أن على هذه الأرض ما يعاش من أجله)
لا تبالى
أجد إيمانى فى "أشياء" أخرى
أتذكر حتى أنسى
أتوجع حتى لا أجد قوة فى داخلى تؤهلنى لجولات فشل أخرى معك
يظل الوقت ساكناً لبعض اللاوقت
تعود (أنا)ى لى
اعتذر لك عن محاولتى إلباسك ثوب غير ملائم لمحيطك
"أنتِ لم تعطينى أجمل ذكرى فى حياتى"
أتنفس
استنشق نفس عميق من الحرية
ما أوسع الحرية
ما أجمل أن تكون ريشة أو سحابة أو نملة
ما أتفه أن تحاول فتنجح دون أسباب
ما أريح أن أعترف و أطلب الغفران و تفشل العقائد المتاحة فى إقناعى باعتناقها
ما أريح العلم
(بركاتك يا أم النور)
أحدد خطة عمل محكمة و جميلة و مليئة
أغوص فى عالمى الملون الشامخ و أرفض الرمادى المتوغل سيد الألوان جميعاً فى عالمك
....... أكتشف
ما أروع الرحلة
(أتذكر دعوات بعض المقربين إلى نفسى عند الكعبة)
أزور و أتبرَك منه
(بياركنى)
"أعشق"
مٌطلقة و مٌجردة
أنا فى قلب الكون أذوب عشقاً
.....لك المجد
يا من علمنى الاكتشاف من جديد